الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27935 27934 3619 [ ص: 255 ] 1905 - (3626) - (1\382 - 383) عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ " قال: قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال: "اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، ما لك من مالك إلا ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت" قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون فيكم الصرعة؟ " قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: قال " لا، ولكن الصرعة: الذي يملك نفسه عند الغضب" قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تعدون فيكم الرقوب؟ " قال: قلنا الذي لا ولد له، قال: "لا ولكن الرقوب: الذي لم يقدم من ولده شيئا".

التالي السابق


* قوله: "اعلموا أنه ليس منكم أحد": يحتمل خصوص الخطاب بالحاضرين، أو عمومه للأمة، وعلى الثاني يحمل على الغلبة.

* "ما لك": يحتمل أن تكون "ما" نافية; أي: ليس لك، أو استفهامية للإنكار; أي: أي شيء لك.

* "من مالك": يحتمل أنه اسم المال، أو "ما" موصولة، أو موصوفة، والجار والمجرور صلة له، أو صفة له.

* "الصرعة": - بضم صاد وفتح راء - : هو الذي يصرع الناس; أي: يطرحهم على الأرض على وجه المبالغة، والصرعة - بضم فسكون - للمصروع، والمراد: أن القوي من يدفع نفسه التي هي أعدى عدو الإنسان عند قيامها، لا من يدفع غيره، والمراد أنه الممدوح شرعا، لا أنه لا يطلق الاسم إلا عليه، وقيل: هو من قبيل نقل الاسم.

* "الرقوب": - بفتح الراء - : الذي لا يبقى له ولد.

* * *




الخدمات العلمية