الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4051 2123 - (4061) - (1\427) عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: كنت مع عبد الله، حتى انتهى إلى جمرة العقبة، فقال: ناولني أحجارا، قال: فناولته سبعة أحجار، فقال لي: خذ بزمام الناقة، قال: ثم عاد إليها، فرمى بها منبطن الوادي بسبع حصيات، وهو راكب، يكبر مع كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، ثم قال: "هاهنا كان يقوم الذي أنزلت عليه سورة البقرة".

التالي السابق


* قوله: "ثم عاد إليها": أي: صار إليها وتوجه; أي: جعل وجهه إليها.

* "اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا": ذكر الحج تمهيدا لما بعده، والمقصود هو: مبرورا; أي: سليما من مصاحبة الإثم; من البر، وهو الطاعة والإحسان، أو مقبولا عندك، وهو الأوجه هاهنا; لأن المطلوب بعد الفراغ هو المقبول، ومثله في "التمهيد" قوله تعالى: قرآنا عربيا [الزمر: 28].

ثم لا يخفى أن عطف "ذنبا مغفورا" غير ظاهر; لفساد المعنى; فإنه لا يعقل أن يطلب أحد أن يجعل حجه ذنبا، وإن كان مغفورا، إلا أن يقدر: ذا ذنب مغفور; أي: بأن يغفر الله الذنب بسببه، فيصير مصاحبا بذنب مغفور، أو يجعل من عطف الجملة على الجملة، بتقدير: واجعل ذنبي ذنبا مغفورا، ويمكن تقدير المعطوف على الضمير فقط; أي: وذنبي ذنبا مغفورا، وإلى أحد الوجهين الأخيرين يشير كلام الشراح، وهو الأقرب معنى، وإن كان الأول أقرب لفظا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية