الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4574 2327 - (4588) - (2\11) عن عبد الله بن عمر - قيل لسفيان: ابن عمرو؟ قال: لا ابن عمر - أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما حاصر أهل الطائف، ولم يقدر منهم على شيء، قال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله "، فكأن المسلمين كرهوا ذلك، فقال: "اغدوا "، فغدوا على القتال، فأصابهم جراح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنا قافلون غدا إن شاء الله " فسر المسلمون، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


* قوله: "قيل لسفيان: ابن عمرو": أي: الحديث عن ابن عمرو بن العاص.

* "قال: لا، ابن عمر": أي: ابن الخطاب، كما لا يخفى، وهو الذي صوبه الدارقطني وغيره، والله تعالى أعلم. [ ص: 496 ]

* "ولم يقدر منهم " من قدر; كضرب، أو نصر، أو فرح; أي: لم يقدر عليهم، وكلمة "من " بمعنى "على" أو لتضمين معنى: لم ينل منهم; كما في رواية البخاري في غزوة الطائف.

* "قافلون": أي: راجعون عنهم.

قيل: وذلك لأن ثقيفا أدخلوا في حصنهم ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس، دخلوا حصنهم، وأغلقوه عليهم، فاستشار صلى الله عليه وسلم نوفل بن معاوية الديلي، فقال: هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.

* "كرهوا ذلك": أي: الرجوع بلا فتح.

* "اغدوا": أي: سيروا أول النهار لأجل القتال.

* "جراح": - بكسر جيم - : جمع جراحة; لأنهم كانوا يرمون من أعلى السور، فكانوا ينالون من المسلمين، ولا ينال المسلمون منهم.

* "فسر": على بناء المفعول; أي: حين جربوا الأمر.

* * *




الخدمات العلمية