الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4640 2376 - (4654) - (2 \ 16) عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى ".

التالي السابق


* قوله: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى": المشهور قطع الهمزة فيهما، وقيل: وجاء حفا الرجل شاربه يحفوه؛ كأحفى: إذا استأصل أخذ شعره، وكذلك جاء: عفوت الشعر وأعفيته، لغتان، فعلى هذا يجوز أن تكون همزة وصل، واللحى - بكسر لام - أفصح من ضمها: جمع لحية.

قال الحافظ ابن حجر: الإحفاء - بالحاء المهملة والفاء - : الاستقصاء.

وقد جاءت روايات تدل على هذا المعنى، ومقتضاها أن المطلوب المبالغة في [ ص: 15 ] الإزالة، وهو مذهب الجمهور، ومذهب مالك قص الشارب حتى يبدو طرف الشفة؛ كما يدل عليه حديث: "خمس" أو "عشر من الفطرة" وهو مختار النووي.

قال النووي: وأما رواية: "احفوا" فمعناه: أزيلوا ما طال على الشفتين.

قلت: وعليه عمل غالب الناس اليوم، ولعل مالكا حمل الحديث على ذلك بناء على أنه وجد عمل أهل المدينة عليه، فإنه - رحمه الله - كان يأخذ في مثله بعمل أهل المدينة، فالمرجو أنه المختار، والله تعالى أعلم.

وإعفاء اللحية: توفيرها، وألا تقص كالشوارب.

قيل: والمنهي: قصها كصنيع الأعاجم وشعار كثير من الكفرة، فلا ينافيه ما جاء من أخذها طولا وعرضا للإصلاح.

* * *




الخدمات العلمية