الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4880 2524 - (4898) - (2 \ 34) عن ابن عمر، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى ".

التالي السابق


* قوله: "ثم رجع فصلى الظهر بمنى": قد صح عن جابر وعائشة أنه صلى الظهر بمكة، فمنهم من رجح ذاك بموافقتهما على ذلك، ومنهم من رجح ذاك بأن عائشة أخص به - عليه الصلاة والسلام - من جميع الناس.

ومنهم من رجح بأن جابرا أحسن الصحابة سياقا لحجة الوداع؛ فإنه ذكرها من حين خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى آخرها، فهو أضبط لها من غيره.

ومنهم من رجح بأن مكة محل تضاعف الثواب، فالظاهر أنه صلى فيها.

ومنهم من رجح بأن حجه كان وقت تساوي الليل والنهار، وقد دفع صلى الله عليه وسلم من مزدلفة قبيل طلوع الشمس إلى منى، وخطب بها الناس، ونحر بدنا عظيمة، وحلق، ورمى الجمرة، وتطيب، ثم أفاض إلى مكة، وطاف وشرب من زمزم ونبيذ السقاية، فهذه أعمال لا يظهر معها الرجوع إلى منى قبل الظهر.

ومرجع هذه الترجيحات أنه يحصل بها ظن الوهم في حديث ابن عمر بوضع الظهر موضع العصر، ومن جوز الاقتداء بالمتنفل، فلعله يقول: يمكن أنه صلى الظهر بمكة، ثم صلى بهم بمنى وهو متنفل، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية