الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5429 2671 - (5452) - (2 \ 75) عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيرت بين الشفاعة، أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفى، أترونها للمنقين، لا ولكنها للمتلوثين الخطاءون " قال زياد: " أما إنها لحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا ".

[ ص: 151 ]

التالي السابق


[ ص: 151 ] * قوله: "خيرت": على بناء المفعول: بين الشفاعة؛ أي: للعصاة.

* "أو يدخل": - بالنصب - بتقدير: أو أن يدخل، وهو على بناء الفاعل من الدخول، أو بناء المفعول من الإدخال.

* "نصف أمتي": أي: العصاة منهم.

* "أعم وأكفى": أي: أكثر عموما وشمولا، وأكثر كفاية.

* "أترونها": بضم أوله - أي: أتظنونها.

* "للمنقين": المضبوط في نسخ المسند - بالنون والقاف المشددة المفتوحة - : اسم مفعول من التنقية؛ أي: للمطهرين من الذنوب.

قيل: وهو الأنسب في مقابلة قوله: "للمتلوثين" فإن التلوث: التلطخ بالأقذار؛ تشبيها للذنوب بها.

وقد روى هذا المتن ابن ماجه من حديث أبي موسى بإسناد صحيح، والمشهور فيه "للمتقين" اسم فاعل من التقوى، والمعنى: أترون تلك الشفاعة التي خيرت بينها وبين دخول نصف الأمة الجنة للمتقين؟ ليست هي للمتقين، وإنما هي للمذنبين، ولا يلزم منه أن المتقين ليس لهم حظ من الشفاعة أصلا، فله صلى الله عليه وسلم شفاعات كثيرة، لهم من بعضها.

ويمكن أن يكون المعنى: أترون الشفاعة مخصوصة للمتقين؟ وليس كذلك، وإنما هي شاملة للمذنبين، والله تعالى أعلم.

* " أما إنها": أي: رواية " الخطاؤون" - بالواو - .

"لحن": يمكن أن يقال: هو بتقدير هم الخطاؤون، فلا لحن، والله تعالى أعلم.

[ ص: 152 ] وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد، وهو ثقة، انتهى.

وقد سبق أن أصل الحديث رواه ابن ماجه من حديث أبي موسى بإسناد صحيح.

* * *




الخدمات العلمية