الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5822 2800 - (5856) - (2 \ 107) عن يحيى بن يعمر، قلت لابن عمر: إن عندنا رجالا يزعمون أن الأمر بأيديهم، فإن شاءوا عملوا، وإن شاءوا لم يعملوا، فقال: أخبرهم أني منهم بريء، وأنهم مني برآء، ثم قال: جاء جبريل صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد ما الإسلام؟ فقال : " تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت " قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: " نعم " قال: صدقت، قال: فما الإحسان؟ قال: " تخشى الله تعالى كأنك تراه، فإن لا تك تراه فإنه يراك " قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: " نعم " قال: صدقت. قال: فما الإيمان؟ قال: "تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث من بعد الموت، والجنة، والنار، والقدر كله" قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: " نعم ". قال: صدقت.

التالي السابق


* قوله: "أن الأمر بأيديهم" أي ما سبق به قدر وقضاء.

* "فإن لا تك تراه فإنه يراك": أي: وذاك كاف في أن تخشاه بذلك الوجه، فإنك لو رأيته لكان خشيتك بذلك الوجه إنما هي لكونه يراك، لا لكونك تراه، وهذا موجود، وإن لم تكن تراه أنت، فظهر أن الكلام بمنزلة التعليل، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية