الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
420 287 - (418) - (1 \ 59) عن حمران، قال: دعا عثمان بماء وهو على المقاعد، فسكب على يمينه فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرار، ومضمض واستنثر ، وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرار، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث نفسه فيهما، غفر الله له ما تقدم من ذنبه " .

التالي السابق


* قوله: "فسكب" : أي: صب.

* "لا يحدث نفسه فيهما" : أي: يدفع الوسوسة مهما أمكن، وقيل: يحتمل العموم; إذ ليس هو من باب التكليف حتى يجب دفع العسر والحرج، بل من باب ترتب ثواب مخصوص على عمل مخصوص; أي: من باب الوعد على العمل، فمن حصل منه ذلك العمل، يحصل له ذلك الثواب، ومن لا، فلا، نعم يجب أن يكون ذلك العمل ممكن الحصول في ذاته، وهو ها هنا كذلك; فإن المتجردين عن شواغل الدنيا يتأتى منهم هذا العمل على وجهه.

* "غفر له" : حمله العلماء على الصغائر، لكن كثير من الأحاديث يقتضي أن مغفرة الصغائر غير مشروطة بقطع الوسوسة، فيمكن أن يكون الشرط لمغفرة الذنوب جميعا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية