الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6817 3195 - (6856) - (2 \ 197) عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن رصاصة مثل هذه - وأشار إلى مثل جمجمة - ، أرسلت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمس مائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة، لسارت أربعين خريفا، الليل والنهار، قبل أن تبلغ أصلها، أو قعرها ".

التالي السابق


* قوله: "لو أن رصاصة": في "القاموس": الرصاص؛ كسحاب: معروف، انتهى.

[ ص: 464 ] والرصاصة قطعة من الرصاص؛ لما فيها من معنى الوحدة.

* "جمجمة": - بجيمين مضمومتين - : عظم الرأس المشتمل على الدماغ، قيل: بين بذلك حجمها، ونبه على تدور شكلها؛ ليكون بيانا لعمق جهنم بأبلغ وجه؛ فإن الرصاص من الجواهر الرزينة، فهو أسرع هبوطا إلى مستقره، فكيف إذا انضم إلى رزانته كبر جرمه، وكونه على الشكل الكري؟ فإنه أقوى انحدارا، وأبلغ مرورا في الجو.

* "قبل الليل": قيل: لعل المراد به قلة المدة، لا التعيين والتحديد.

* "من رأس السلسة": يحتمل أنها غير التي في قوله تعالى: في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا [الحاقة: 32] ويحتمل: أنها هي، إلا أن ذرع ذلك العلم لا يقاس على ذرع الدنيا؛ كما ورد أن القيراط مثل أحد.

وأجاب الطيبي: بأن المراد بالعدد الكثرة، هذا إذا كان ضمير "أصلها" للسلسلة، وأما إذا كان لجهنم؛ كما هو الموافق لرواية: "قعرها" فلا إشكال، فالمراد: بيان ما بين عنق الكافر الذي هو محل السلسلة إلى قعر جهنم من المسافة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية