الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7198 [ ص: 114 ] 3419 - (7239) - (2 \ 237) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من نبي ولا والي إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن وقي شرهما، فقد وقي، وهو من التي تغلب عليه منهما".

التالي السابق


* قوله: " إلا وله بطانتان ": البطانة - بكسر موحدة - : ضد الظهارة، وأصله في الثوب، ثم اتسع فيه، فأطلق على صاحب سر الرجل الذي يشاوره في أحواله، فقيل: المراد: جلساء صالحة وطالحة، والمعصوم من عصمه الله من الطالحة، وقيل: أي: نفس أمارة بالسوء، ونفس لوامة، والمعصوم من أعطي نفسا مطمئنة، وقيل: أي قوة ملكية وقوة حيوانية، والمعصوم من عصمه الله، لا من عصمته نفسه. وقال الطيبي: فإن قيل: كيف يتصور بطانة السوء في الأنبياء؟ قلت: المراد: الشيطان، ولكنه يسلم بإعانة الله، انتهى. قلت: ماعدا المعنى الأول لا يختص بالنبي والخليفة، والله تعالى أعلم .

* " لا تألوه خبالا ": الخبال - بالفتح - : الفساد; أي: لا تقصر في إفساد حاله، وتعديته إلى المفعولين بتضمين معنى المنع; أي: لا يكفف منه الخبال. * " شرهما ": هكذا في نسخ "المسند"، ولعل المراد بشر الأول: مخالفته، وإضافته إلى الأول للملابسة، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية