الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7214 3430 - (7255) - (2 \ 239) عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابي المسجد، فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: " لقد تحجرت واسعا"، ثم لم يلبث أن بال في المسجد، فأسرع الناس إليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين، أهريقوا عليه دلوا من ماء، أو سجلا من ماء". [ ص: 122 ]

التالي السابق


[ ص: 122 ] * قوله: " لقد تحجرت واسعا ": أي: منعت الرحمة، وهي واسعة، ومعنى منعت: دعوت بأن يمنعها الله من خلقه .

* " فأسرع الناس إليه ": أي: ليمنعوه من البول فيه .

* " إنما بعثتم ": أي: بعث نبيكم، على تقدير المضاف، أو الإسناد مجاز; لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر، لكنهم لما كانوا في مقام التبليغ عنه في حضوره وغيبته، أطلق عليهم ذلك، أو هم مبعوثون من قبله بذلك; أي: مأمورون، وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات يقول: "يسروا ولا تعسروا". قلت: ويحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110 ] الآية، فيكون ذلك بمنزلة البعث، ويصلح أن يكون هذا هو وجه ما قيل: علماء هذه الأمة كالأنبياء، والله تعالى أعلم .

* " أهريقوا ": هو أمر من أهراق يهريق - بسكون الهاء أو فتحها - .

* " سجلا ": بفتح فسكون - ; أي: دلوا ملئت ماء .

* * *




الخدمات العلمية