الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
513 347 - (511) - (1 \ 70) عن عمرو بن جاوان ، قال: قال الأحنف: انطلقنا حجاجا، فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا، إذ جاءنا آت، فقال: الناس من

[ ص: 276 ] فزع في المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا الزبير؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم.

قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ". فابتعته، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني قد ابتعته. فقال: " اجعله في مسجدنا وأجره لك "؟ قالوا: نعم.

قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يبتاع بئر رومة؟ " فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال: " اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك "؟ قالوا: نعم.

قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال: " من يجهز هؤلاء غفر الله له " فجهزتهم، حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد. ثم انصرف .


التالي السابق


* قوله: "فقال: الناس" : مبتدأ، خبره: في المسجد.

* قوله: "من فزع" : بفتحتين - ; أي: لأجل فزع، متعلق بالخبر.

* "مربد بني فلان" : - بكسر ميم وفتح باء - : موضع يجعل فيه التمر لينشف.

* "بئر رومة": بضم راء - : اسم بئر بالمدينة.

* "حتى ما يفقدون" : كيضرب.

* "خطاما" : - بكسر المعجمة - .

[ ص: 277 ] * "ولا عقالا" : - بكسر المهملة - : حبل يشد به ذراع البعير.

* "اللهم اشهد" : أي: بإقامتي الحجة على الأعداء على لسان الأولياء; فإن المقصود كان إسماع من يعاديه.

* * *




الخدمات العلمية