الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7284 3495 - (7328) - (2 \ 244) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن آمر رجلا فيقيم الصلاة، ثم آمر فتياني - وقال سفيان مرة: فتيانا - ، فيخالفون إلى قوم لا يأتونها، فيحرقون عليهم بيوتهم بحزم الحطب، ولو علم أحدكم أنه يجد عظما سمينا، أو مرماتين حسنتين، إذا لشهد الصلاة". وقال سفيان مرة: "العشاء" .

التالي السابق


* قوله : " أن آمر رجلا فيقيم ": أي: ليظهر من حضر، ومن لم يحضر .

* " فتياني ": - بكسر فاء فسكون مثناة من فوق - ; أي: أصحابي .

* " مرة: فتيان ": أي: بحذف ياء المتكلم من اللفظ; كما في قوله تعالى: فكيف كان نكير [الحج: 44 ]، وهو كثير. [ ص: 161 ] * " فيخالفون ": أي: يأتونهم من خلفهم، أو يأتون بخلاف ما هو الظاهر من مقتضى إقامة الصلاة ذاهبين إلى رجال ليأخذوهم على غفلتهم .

* " لا يأتونها ": أي: لا يحضرون الصلاة التي أقيمت .

* " فيحرقون ": من التحريق، أو الإحراق .

* " بحزم الحطب ": - بضم ففتح - : جمع حزمة .

* " أو مرماتين ": - بكسر الميم الأولى أو فتحها - قيل: المرماة: ظلف الشاة، وقيل: سهم صغير يتعلم به الرمي، وهو أحقر السهام وأرذلها؟ أي: لو دعي إلى أن يعطى سهمين من هذه السهام لأسرع الإجابة، وقيل غير ذلك، والمقصود: أن أحد هؤلاء المتخلفين عن الجماعة لو علم أنه يدرك الشيء الحقير من متاع الدنيا، لبادر إلى حضور الجماعة لأجله؟ إيثارا للدنيا على ما أعده الله تعالى من الثواب على حضور الجماعة، وهذه الصفة لا تليق بغير المنافقين، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية