الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7321 3529 - (7368) - (2 \ 247) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا لكم مثل الوالد، إذا أتيتم الغائط، فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها"، ونهى عن الروث، والرمة، ولا يستطيب الرجل بيمينه.

التالي السابق


* قوله: " إنما أنا لكم مثل الوالد ": أي: أعلمكم كما يعلم الوالد لولدهما يحتاج إليه مطلقا، ولا يبالي بما يستحيا بذكره، فهذا تمهيد لما يبين لهم من آداب الخلاء; إذ الإنسان كثيرا ما يستحيي من ذكرها، سيما في مجلس العظماء .

* " إذا أتيتم الغائط ": هو في الأصل: اسم للمكان المطمئن من الأرض، ثم اشتهر في نفس الخارج من الإنسان، والمراد هاهنا: هو الأول; إذ لا يحسن استعمال الإتيان في المعنى الثاني، وعلى هذا فالحديث لا يفيد نهي الاستقبال والاستدبار في البنيان .

* " عن الروث ": رجيع ذوات الحافر، وقيل: رجيع غير بني آدم. [ ص: 182 ] قلت: الأشبه أن يراد هاهنا: رجيع الحيوان مطلقا; ليشمل رجيع الإنسان، ولو بطريق إطلاق اسم الخاص على العام، ويحتمل أن يقال: ترك ذكر رجيع الإنسان; لأنه أغلظ، فيشمله النهي بالأولى. " والرمة ": - بكسر فتشديد ميم - : العظم البالي، ولعل المراد هاهنا: مطلق العظم، ويحتمل أن يقال: العظم البالي لا ينتفع به، فإذا منع عن تلويثه، فغيره بالأولى. " ولا يستطيب ": أي: وقال: ولا يستطيب، عطف على نهي، وهو نفي بمعنى النهي، والمعنى: لا يستنجي، وسمي الاستنجاء استطابة; لما فيه من إزالة النجاسة، وتطييب موضعها .

* * *




الخدمات العلمية