الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7382 3568 - (7430) - (2 \ 252) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة الرجل في جماعة تزيد عن صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة، وذلك: أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة، ولا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد، كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدهم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه.

التالي السابق


* قوله: " بضعا ": - بكسر الباء - ; أي: عددا دون العشرة .

* " وذلك أن أحدكم ": - بفتح أن - ; أي: بأن أحدكم; كما في رواية، وهذا تعليل للزيادة. [ ص: 205 ] * وقوله: " لا ينهزه " معناه: لا يحركه; أي: زيادة الصلاة بجماعة على الصلاة منفردا بتلك الدرجات بسبب اشتمال الصلاة بجماعة عادة على أعمال صالحة، فزادت لذلك شرفا وعزا عند الله، واستحقت زيادة أجر ورتبة، وليست تلك الدرجات جزءا لتلك الأعمال الصالحة التي اشتملت عليها الصلاة، وإلا لما كان لها حد مضبوط، بل كانت مختلفة باختلاف الخطوات والانتظار قلة وكثرة، بل هي جزاء نفس الصلاة بجماعة، وإنما سبب ذلك اشتمالها على تلك الأعمال عادة، فاكتسبت لذلك شرفا عند الله، وزيادة جزاء، وأما أجور تلك الأعمال، فهي محسوبة وراء هذه الدرجات على قدرها .

* " في مجلسه ": لفظه عام للمجلس وغيره، وكلام أهل العلم يقتضي حمله على المسجد، وهو أقرب إلى السوق .

* " يقولون ": بيان لصلاة الملائكة .

* " ما لم يحدث ": من أحدث; أي: لم ينقض وضوءه، وظاهره عموم النقض لغير الاختياري أيضا، ويحتمل الخصوص، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية