الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
556 376 - (555) - (1 \ 74 - 75) عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان، فاطلع عليهم اطلاعة، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألباكم علي. فدعيا له، فقال: نشدتكما الله، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله، فقال: " من يشتري هذه البقعة من خالص ماله، فيكون فيها كالمسلمين، وله خير منها في الجنة " فاشتريتها من خالص مالي، فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين.

ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه إلا رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يشتريها من خالص ماله، فيكون دلوه فيها كدلي المسلمين، وله خير منها في الجنة " فاشتريتها من خالص مالي، فأنتم تمنعوني أن أشرب منها.

ثم قال: هل تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟ قالوا: اللهم نعم.


التالي السابق


* قوله: "فاطلع" : - بتشديد الطاء - ; أي: أشرف عليهم من فوق.

* "ألباكم" : - بتشديد الباء - ; أي: جمعاكم علي.

* "فدعيا له" : على بناء المفعول.

[ ص: 293 ] * "فيكون فيها كالمسلمين" : أي: يجعل مسجدا للمسلمين عموما، فيكون هو فيها كواحد منهم.

* "يستعذب منه" : أي: يطلب منه الماء العذب; أي: الحلو.

* "إلا رومة" : - بضم راء - .

* "كدلي المسلمين" : "دلي" - بضم دال وكسر لام وتشديد ياء - .

في "الصحاح": هو "دلي" كفعول، وفي "القاموس": يجيء دلي كعلي.

والحديث قد أخرجه الترمذي أطول من هذا، وقال: حسن.

* * *




الخدمات العلمية