الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8029 [ ص: 434 ] 3971 - (8090) - (2 309) عن أبي هريرة، قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر، فقال; يعني: لرجل يدعي الإسلام: "هذا من أهل النار". فلما حضرنا القتال، قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت له: إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى النار"، فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: فإنه لم يمت، ولكن به جراح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: "الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله "، ثم أمر بلالا فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".

التالي السابق


* قوله: " فقال: يعني لرجل ": أي: في شأنه .

* " هذا من النار ": أي: من أهلها .

* " إلى النار ": أي: مآله إليها .

* " فكاد بعض الناس أن يرتاب ": أي: أن يشك في صدق مقاتلته تلك; لأنها تخالف أعماله ظاهرا .

* " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ": أي: ظاهرا وباطنا. وفيه: أن هذا الرجل لم يكن مسلما ظاهرا وباطنا، بل كان منافقا، أو قال ذلك زجرا لمن كاد أن يرتاب عن ذلك; لئلا يخرج بذلك عن الإسلام .

* " بالرجل الفاجر ": أي: كهذا المقاتل .

* * *




الخدمات العلمية