الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27381 4018 - (8164) - (2 \ 314) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسفلتهم وغرتهم؟ فقال الله - عز وجل - للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحد منكما ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله - عز وجل - رجله، فتقول: قط قط - أي: حسبي - ، فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة، فإن الله ينشئ لها خلقا".

التالي السابق


* قوله: " وسفلتهم ": - بفتح سين وكسر فاء - ، وقد يخفف بنقل كسرة الفاء إلى السين; أي: السقاط من الناس، والسفالة: الرذالة، والمراد: الفقراء .

* " وغرتهم ": - بكسر غين وراء مشددة فمثناة فوق - . في "النهاية ": أي: البله الذين لم يجربوا الأمور، فهم قليلو الشر، منقادون، فإن من آثر الخمول وإصلاح نفسه والتزود لمعاده ونبذ أمور الدنيا، فليس غرا فيما قصد له، ولا مذموما بنوع من الذم .

* " ويزوى ": على بناء المفعول; أي: يجمع، والمراد: أنها تضيق على أهلها. [ ص: 457 ] * " ولا يظلم الله ": أي: حتى يملأها من لا يستحق دخولها كما في الجنة .

* * *




الخدمات العلمية