الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
600 [ ص: 314 ] 411 - (599) - (1 \ 79) عن أبي جحيفة، قال: سألنا عليا: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء بعد القرآن؟ قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عز وجل رجلا في القرآن، أو ما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: " العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر".

التالي السابق


* قوله: "قال: سألنا عليا. . . إلخ" : كانت الشيعة يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بعلوم دون سائر الصحابة، وأيضا كان مظهرا لعلوم عجيبة، فكان يتوهم ذلك، فلذلك سأله.

* "عندكم" : أي: أهل البيت.

* "شيء" : أي: مخصوص بكم.

* "بعد القرآن" : أي: سوى القرآن، وما في حكمه من العلوم العامة التي يخص بها أحدا دون أحد.

* "إلا فهما" : استثناء منقطع; أي: لكن عندنا فهم في القرآن صار سببا لظهور العجائب التي تظهر منا.

* "أو ما في الصحيفة" : أي: وكذا عندنا ما في الصحيفة الذي هو من العلوم العامة، ويمكن أن يقال: معنى هل عندكم شيء؟ أي: مكتوب من العلوم سوى القرآن، ومعنى "إلا فهما" أي: إلا آثار فهم على أنه قد كتب بعض نتائج فهمه الصائب، والاستثناء متصل، ولكن على هذا الوجه ينبغي رفع "فهم" كما في بعض النسخ.

* "العقل" : بفتح فسكون - ; أي: الدية.

* "وفكاك الأسير" : - بفتح الفاء أو كسرها - ; أي: بيان أنه ينبغي أن يفك الأسير.

[ ص: 315 ] * "بكافر" : ظاهره العموم، ومن لا يقول به، يخصه بغير الذمي، فلا يقتل بقتل المستأمن عنده، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية