الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8512 4315 - (8729) - (2\361) عن أبي هريرة، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في مجلسه يحدث القوم حديثا، جاء أعرابي، فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: "أين السائل عن الساعة؟ "، قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: "إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة"، قال:

[ ص: 103 ]

يا رسول الله! كيف - أو ما - إضاعتها؟ قال: " إذا توسد الأمر غير أهله، فانتظر الساعة".


التالي السابق


* قوله: "متى الساعة"؛ أي: متى تقوم القيامة؟

* "فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث"؛ أي: لم يقطع كلامه بجوابه، بل مضى في كلامه الذي كان فيه قبل.

* "فقال بعض القوم"؛ أي: في أنفسهم؛ أي: ظنوا ذلك، أو قال بعضهم لمن كان قريبا منه خفية؛ إذ يستبعد إظهار مثله في المجلس مع اشتغاله صلى الله عليه وسلم بالحديث.

* "فكره ما قال"؛ لأنه سأل عما لا ينبغي السؤال عنه.

* "بل لم يسمع": "بل" حرف إبطال، وظاهره أنهم تكلموا فيما بينهم خفية،

لا أنهم قالوه في أنفسهم؛ إذ لا يمكن الإبطال في الكلام النفسي، فليتأمل.

* "قضى": أتم.

* "ها أنا ذا": "ها" حرف تنبيه.

* "إذا توسد"؛ أي: تولى.

* "الأمر": بالنصب.

* "غير أهله": بالرفع، والمراد: الأمر المتعلق بالدين؛ كالقضاء والإفتاء والخلافة.

* * *




الخدمات العلمية