الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8641 [ ص: 139 ] 4386 - (8858) - (2\373) عن أبي هريرة، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصة من قبل نفسه".

التالي السابق


* قوله: "أن لا يسألني ": بالرفع، على أن "أن" مخففة، أو بالنصب، على أنها ناصبة للمضارع؛ لما تقرر من جواز الوجهين بعد الظن، وقرئ بهما قوله تعالى: وحسبوا ألا تكون فتنة [المائدة: 71].

* "أول": بالرفع، على أنه صفة لـ"أحد"، وقيل: بدل، وهو بعيد، أو

بالنصب، فقيل: إنه ظرف، ويمنعه تعلق "منك" به، وقيل: إنه مفعول لـ"ظننت"، ولا يظهر له معنى، وقيل: إنه حال، وهو الوجه، وتنكير "أحد" لا يضر؛ لكونه في سياق النفي.

* "خالصة": بالنصب، على أنه حال من المفعول باعتباره كلمة أو صفة مقاله، أو شهادة على اعتبار القول بمعنى الشهادة، ثم إما أن يحمل هذا الإخلاص على الإخلاص الزائد على التقدير المعتبر في مطلق الإيمان، أو يعتبر الأسعدية بالنظر إلى أن الكافر له نصيب من الشفاعة العامة، لكن يلزم منه أن الكافر سعيد بشفاعته، والقول بأنه سعيد بعيد، إلا أن يقال: ما لزم منه هذا القول إلا ضمنا، والبعيد هو القول بمثله صريحا لا ضمنا، أو يجرد أسعد من معنى التفضيل، ويعتبر بمعنى أصل الفعل.

* * *




الخدمات العلمية