الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10254 4698 - (10632) - (2\510 - 511) عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا

[ ص: 292 ]

كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم ".


التالي السابق


* قوله : "حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس"؛ أي: عند غروبها؛ أي: حتى

إذا قاربت الشمس الغروب.

* "قال الذي عليهم "؛ أي: قال أميرهم.

* "كأشد ما كان"؛ حال من ضمير "إليه"؛ أي: حال كونه شبيها بأشد أكوانه.

* "بلغت مدتهم"؛ أي: وصلت مدة منع الله تعالى إياهم آخرها، وانتهت.

* "فيرمون بسهامهم إلى السماء": زعما منهم أنهم غلبوا أهل الأرض، فليغلبوا أهل السماء أيضا كما غلبوا أهل الأرض.

* "كهيئة الدم": دليل على كمال غناه عن الخلق، وأنه لا يحتاج إلى هدايتهم، ولا يبالي بضلالتهم.

* "نغفا": بنون وغين معجمة مفتوحتين، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم.

* "تشكر": بشين معجمة؛ أي: تسمن وتمتلئ شحما؛ من شكرت الشاة - بالكسر، شكرا، بفتحتين؛ أي: سمنت، وامتلأ ضرعها لبنا.

[ ص: 293 ]

ثم إن هذا الحديث لا ينافي حديث: "ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج قدر هذا"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم؛ إذ يجوز أن يكون ذاك محمولا على ما لا يعود، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية