الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10602 4748 - (10985) - (3\2) عن أبي سعيد الخدري: أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فعرض لإنسان منهم في عقله - أو لدغ - قال: فقالوا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم من راق؟ فقال رجل منهم: نعم، فأتى صاحبهم فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبل، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، قال: فضحك، وقال: " ما يدريك أنها رقية؟ " قال: ثم قال: " خذوا واضربوا لي بسهم معكم".

التالي السابق


* قوله : "بحي من أحياء العرب"؛ أي: بقبيلة من قبائلهم.

* "فاستضافوهم"؛ أي: طلبوا منهم الضيافة على عادة ذلك الوقت.

* "فأبوا أن يضيفوهم": بتشديد الياء أو تخفيفها؛ من ضيفه وأضافه؛ أي: أنزله وجعله ضيفا.

* "فعرض لإنسان": على بناء المفعول؛ أي: عرض له عارض.

* "أو لدغ": شك من الراوي، والمشهور هو الثاني.

[ ص: 327 ]

* "من راق": يعرف الرقية.

* "فبرأ"؛ في "المشارق": بفتح الراء؛ أي: صح، مهموز، وقال ابن دريد: يهمز ولا يهمز، وهذا على لغة أهل الحجاز، وأما تميم فيقولون: بكسر الراء، وحكي بالضم، ويروى غير مهموز، وأما من الدين وغيره، فبالكسر لا غير.

* "فأعطي": على بناء المفعول، ونائب الفاعل ضمير "الراقي".

* "قطيع": بالنصب، وكتابته على صورة غير المنصوب على عادة أهل الحديث، ويحتمل أن يكون بالرفع على أنه نائب الفاعل، والمفعول الأول ضمير منصوب محذوف راجع إلى "الراقي".

والقطيع: طائفة من الغنم من عشرة إلى أربعين، والمراد: ثلاثون.

* "واضربوا لي بسهم معكم": قاله تطييبا لقلوبهم، ولبيان أنه حلال طيب، وأخذ منه حل أجرة تعليم القرآن، وضعف بأنه لا يدل إلا على حل أجرة الطب بالقرآن، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية