الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        1878 - حدثنا ابن خزيمة ، قال : ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سليمان بن قيس ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة ، فصلى بهم صلاة الخوف فذكر مثل ذلك أيضا .

                                                        فقال قوم بهذا ، وزعموا أن صلاة الخوف كذلك .

                                                        ولا حجة لهم - عندنا - في هذه الآثار ، لأنه يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم صلاها كذلك ، لأنه لم يكن في سفر يقصر في مثله الصلاة ، فصلى بكل طائفة ركعتين ثم قضوا بعد ذلك ركعتين ركعتين .

                                                        وهكذا نقول نحن إذا حضر العدو في مصر فأراد أهل ذلك المصر أن يصلوا صلاة الخوف فعلوا هكذا .

                                                        يعني بعد أن يكون تلك الصلاة ظهرا أو عصرا أو عشاء .

                                                        قالوا : فإن القضاء ما ذكر . قيل لهم : قد يجوز أن يكونوا قد قضوا ولم ينقل ذلك في الخبر ، وقد يجيء في الأخبار مثل هذا كثيرا [ ص: 316 ] وإن كانوا لم يقضوا ، فإن ذلك - عندنا - لا حجة فيه أيضا ؛ لأنه يجوز أن يكون ذلك كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم والفريضة تصلى - حينئذ - مرتين فيكون كل واحدة منهما فريضة ، وقد كان ذلك يفعل في أول الإسلام ثم نسخ .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية