الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        2962 - حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا حسين بن مهدي ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، قال : أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النضري ، قال أرسل إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : إنه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك ، وقد أمرنا لهم برضخ ، فاقسمه فيهم .

                                                        فبينا أنا كذلك إذ جاءه يرفأ ، فقال : هذا عثمان ، وعبد الرحمن ، وسعد ، والزبير ، ولا أدري أذكر طلحة أم لا ، يستأذنون عليك ، فقال : إيذن لهم .

                                                        قال : ثم مكثنا ساعة ، فقال : هذا العباس وعلي رضي الله عنهما يستأذنان عليك ، فقال : إيذن لهما .

                                                        فلما دخل العباس ، قال : يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا الرجل ، وهما حينئذ فيما أفاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال بني النضير .

                                                        فقال القوم : اقض بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه .

                                                        فقال عمر رضي الله عنه : أنشدكم الله ( أي : أسألكم بالله ) الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة . قالوا : قد قال ذلك .

                                                        ثم قال لهما مثل ذلك ، فقالا : نعم .

                                                        قال : فإني سأخبركم عن هذا الفيء ، إن الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه غيره ، فقال : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب .

                                                        فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم ، ولقد قسمها [ ص: 6 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، فكان ينفق منه على أهله رزق سنة ، ثم يجمع ما بقي منه ، فجمع مال الله عز وجل .

                                                        فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر ( أنا ولي رسول الله بعده أعمل فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل ) ثم ذكر الحديث .


                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية