الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4399 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، كاتب العمري ، قال : ثنا المفضل بن فضالة ، عن عبد الله بن عياش ، عن كعب بن علقمة ، عن أبي النضر ، أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر : إنه قد أكثر عليك القول ، أنك تقول عن ابن عمر ، أنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن .

                                                        قال نافع : كذبوا علي ، ولكن سأخبرك كيف الأمر ، إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، فقال : يا نافع ، هل تعلم من أمر هذه الآية ؟ قلت : لا . قال : إنا كنا - معشر قريش - نجبي النساء ، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار ، أردنا منهن مثل ما كنا نريد ، فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه ، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود ، وإنما يؤتين على جنوبهن ، فأنزل الله عز وجل : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم
                                                        .

                                                        ففي هذا الحديث إنكار نافع لما قد روي عنه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من إباحة وطء النساء في أدبارهن ، وإخبار منه عن ابن عمر ، أن تأويل قوله : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، ليس على ما تأوله أهل المقالة الأولى ، ولكن على إباحة ، وعلى النساء بأركان فروجهن .

                                                        وقد روي عن أم سلمة رضي الله عنها أيضا نحو من ذلك .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية