الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5197 - وقد حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرني ابن أبي الزناد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى ، عن مكحول ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، فلقي العدو ، فلما هزمهم الله تعالى ، اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستولت طائفة بالعسكر والنهب .

                                                        فلما نفى الله العدو ، ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل ، نحن طلبنا العدو ، وبنا نفاهم الله وهزمهم .

                                                        وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بأحق منا ، بل هو لنا ، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ينال منه العدو غرة .

                                                        وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن حويناه واستوليناه .

                                                        فأنزل الله تبارك وتعالى : يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول إلى قوله : إن كنتم مؤمنين ، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم عن فواق
                                                        .

                                                        أفلا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفضل في ذلك الذين تولوا القتل على الآخرين .

                                                        فثبت بذلك أن سلب المقتول لا يجب للقاتل بقتله صاحبه ، إلا بجعل الإمام إياه له ، على ما فيه صلاح المسلمين من التحريض على قتال عدوهم .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية