الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5243 - حدثنا فهد ، قال : ثنا ابن الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبو أسامة ، قال : ثنا إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كان عمر قد أعطى بجيلة ربع السواد ، فأخذناه ثلاث سنين .

                                                        فوفد بعد ذلك جرير إلى عمر ، ومعه عمار بن ياسر ، فقال عمر رضي الله عنه : ( والله ، لولا أني قاسم مسئول ، لتركتكم على ما كنت أعطيتكم ، فأرى أن نرده على المسلمين ) ففعل ، قال : فأجازني عمر بثمانين دينارا
                                                        .

                                                        قالوا : فهذا يدل على أن عمر قد كان قسم السواد بين الناس ، ثم أرضاهم بعد ذلك بما أعطاهم ، على أن يعود للمسلمين .

                                                        قيل له : ما يدل هذا الحديث ظاهره على ما ذكرتم ، ولكن يجوز أن يكون عمر رضي الله عنه فعل من ذلك ما فعل ، في طائفة من السواد ، فجعلها لبجيلة ، ثم أخذ ذلك منهم للمسلمين ، وعوضهم منهم ، عوضا من مال المسلمين .

                                                        فكانت تلك الطائفة التي جرى فيها هذا الفعل للمسلمين ، بما عوض عمر أهلها ما عوضهم منها من ذلك ، وما بقي بعد ذلك من السواد فعلى الحكم الذي قد بينا فيما تقدم من هذا الباب ، ولولا ذلك لكانت أرض السواد أرض عشر ، ولم يكن أرض خراج .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية