الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ، فكان أبو هريرة يقول ثلاثا أشهد الله تعالى .

                                                            التالي السابق


                                                            الحديث الثالث .

                                                            وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ، فكان أبو هريرة يقول ثلاثا أشهد الله .

                                                            (فيه) فوائد :

                                                            (الأولى) أخرجه من هذا الوجه البخاري من طريق مالك ، واتفق عليه الشيخان بمعناه في أثناء حديث من طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة .

                                                            (الثانية) فيه جواز اليمين وانعقادها بقوله ، والذي نفسي بيده ، وما كان مثل ذلك مما يدل على الذات ، ولا خلاف في هذا قال أصحابنا اليمين تكون بأسماء الله تعالى أو صفاته أو ما دل على ذاته .



                                                            (الثالثة) فيه جواز الحلف لتأكيد الأمر وتعظيمه من غير احتياج إلى ذلك في خصومة ولا غيرها ، وإنما المكروه الاستخفاف باليمين .

                                                            (الرابعة) قوله نفسي بإسكان الفاء ، ولو قال قائل ذلك في غير هذا الحديث بفتح الفاء لكان كلاما صحيحا لكن لا يجوز النطق بالحديث بالفتح لأنه غير مروي ، واليد هنا القدرة والملك قاله القاضي عياض .



                                                            (الخامسة) فيه تمن الإنسان الخير ، وإن كان محالا في العادة والمكروه إنما هو التمني في الشهوات وأمور الدنيا .

                                                            (السادسة) لم يتمن عليه الصلاة والسلام القتل في سبيل الله إلا بعد المقاتلة ليكون منه عمل وإقامة [ ص: 198 ] للدين ، وهو موافق لقوله تعالى يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون

                                                            (السابعة) قوله (أحيا) بضم الهمزة على البناء للمفعول ، ويجوز فيه الفتح على البناء للفاعل ، وقول أبي هريرة ثلاثا أي قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا ، وقوله أشهد الله بضم أوله تأكيد لما يخبر به من تمنيه عليه الصلاة والسلام القتل في سبيل الله ثلاثا ، وقد ورد تمنيه ذلك أربعا ، وهو في صحيح البخاري من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بلفظ والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل .

                                                            (الثامنة) فيه فضل الجهاد والشهادة .




                                                            الخدمات العلمية