الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            وعن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة وعن همام عن أبي هريرة مثله وقال لا يمنعه إلا انتظارها .

                                                            التالي السابق


                                                            (الحديث الثالث والرابع) عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة وعن همام عن أبي هريرة مثله وقال لا يمنعه إلا انتظارها فيه فوائد :

                                                            (الأولى) إن أكثر الرواة لحديث أبي هريرة جعلوا هذا الحديث والحديث الذي في أول الباب حديثا واحدا كذلك رواه يونس عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة والأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأيوب السختياني عن ابن سيرين عن أبي هريرة وحماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة وجعله حديثين معمر عن همام عن أبي هريرة ومالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة كما ذكرناه في المسند والموطإ على أنه قد اختلفت فيه روايات الموطإ فرواية البخاري عن القعنبي عن مالك مجموعتين فجعلهما حديثا واحدا وبالله التوفيق (الثانية) فيه جواز تفريق الحديث وتقطيعه وفيه خلاف بين أهل الحديث والأصول والأصح جوازه للعالم بشرط كون ما اقتصر عليه منفصلا عما حذف منه فإن كان متعلقا به كالاستثناء والشرط والحال ونحو ذلك فلا يجوز وفيه أقوال أخر مذكورة في علوم الحديث (الثالثة) فيه استحباب انتظار الصلاة في المسجد وهو كذلك وقد [ ص: 371 ] تقدم في الحديث الذي قبله (الرابعة) وفي قوله ما كانت الصلاة تحبسه بيان لأنه إذا صرف نيته عن ذلك صارف آخر من انتظار أحد أو تنزه أو نحو ذلك أنه ينقطع عنه أجر الصلاة فإن تجددت نية أخرى مع استحضار انتظار الصلاة فهل ينقطع الثواب لما وجد من التشريك أو لا ينقطع لوجود النية في انتظار الصلاة ؟ محتمل لكن الظاهر انقطاع الثواب بالتشريك في النية لقوله لا يمنعه إلا انتظارها فهو يدل على أنه إذا منعه مانع آخر ولو مع وجود قصد الانتظار لها فإنه لا يكون كالمصلي والله أعلم .

                                                            (الخامسة) المراد بكون الجالس ينتظر الصلاة في صلاة أنه يكتب له أجر المصلي لا أن عليه ما على المصلي من اجتناب ما يحرم في الصلاة أو يكره فيها إلا أنه يجتنب العبث المنهي عنه في الصلاة لما روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا وشبك بين أصابعه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                            وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه من حديث كعب بن عجرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة عامدا فلا يشبك بين يديه فإنه في صلاة




                                                            الخدمات العلمية