الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

204 . وكثر التعليل بالإرسال للوصل إن يقو على اتصال      205 . وقد يعلون بكل قدح
فسق ، وغفلة ، ونوع جرح      206 . ومنهم من يطلق اسم العلة
لغير قادح كوصل ثقة      207 . يقول : معلول صحيح كالذي
يقول : صح مع شذوذ احتذي

التالي السابق


لما تقدم أن العلة تكون غامضة خفية في الحديث ، ذكر أنهم يعلون أيضا بأمور ليست خفية . كالإرسال ، وفسق الراوي ، وضعفه ، وبما لا يقدح أيضا . قال ابن الصلاح : وكثيرا ما يعللون الموصول بالمرسل ، مثل أن يجيء الحديث بإسناد موصول ، ويجيء أيضا بإسناد منقطع أقوى من إسناد الموصول . قال : ولهذا اشتملت كتب علل الحديث على جمع طرقه .

[ ص: 288 ] وقولي : ( إن يقو ) أي : ان يقو الإرسال على الاتصال . وقد يعلون الحديث بأنواع الجرح ، من الكذب ، والغفلة ، وسوء الحفظ ، وفسق الراوي وذلك موجود في كتب علل الحديث .

وبعضهم يطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف ، كالحديث الذي وصله الثقة الضابط ، وأرسله غيره ، حتى قال : من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول . هكذا نقله ابن الصلاح عن بعضهم ، ولم يسمه . وقائل ذلك هو أبو يعلى الخليلي .

[ ص: 289 ] قاله في كتابه " الإرشاد " أن الأحاديث على أقسام كثيرة . صحيح متفق عليه ، وصحيح معلول ، وصحيح مختلف فيه . ثم مثل الصحيح المعل بحديث رواه إبراهيم بن طهمان ، والنعمان بن عبد السلام ، عن مالك ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " للمملوك طعامه وشرابه " . وقد رواه أصحاب مالك كلهم في الموطأ عن مالك ، قال : بلغنا عن أبي هريرة . قال الخليلي : فقد صار الحديث بتبين الإسناد صحيحا يعتمد عليه . قال : وهذا من الصحيح المبين بحجة ظهرت . قال : وكان مالك يرسل أحاديث لا يبين إسنادها . وإذا استقصى عليه من يتجاسر أن يسأله ربما أجابه إلى الإسناد ، وأتيت بلفظ معلول . وكذلك ابن الصلاح تبعا لمن حكى كلامه في ذلك ، وهو الخليلي .

وقولي : ( كالذي يقول . . . ) إلى آخره ، أي : كما قال بعضهم من الصحيح ما هو صحيح شاذ .




الخدمات العلمية