الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المقلوب


242 . وقسموا المقلوب قسمين إلى : ما كان مشهورا براو أبدلا      243 . بواحد نظيره ، كي يرغبا
فيه ، للإغراب إذا ما استغربا

التالي السابق


أي : من أقسام الضعيف المقلوب ، وهو قسمان :

أحدهما أن يكون الحديث مشهورا براو ، فجعل مكانه راو آخر في طبقته; ليصير بذلك غريبا مرغوبا فيه . كحديث مشهور بسالم ، فجعل مكانه نافع . وكحديث مشهور بمالك فجعل مكانه عبيد الله بن عمر . ونحو ذلك .

[ ص: 320 ] وممن كان يفعل ذلك من الوضاعين : حماد بن عمرو النصيبي ، وإسماعيل بن أبي حية اليسع ، وبهلول بن عبيد الكندي . مثاله : حديث رواه عمرو بن خالد الحراني ، عن حماد بن عمرو النصيبي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا : " إذا لقيتم المشركين في طريق ، فلا تبدؤوهم بالسلام ، . . . الحديث" . فهذا حديث مقلوب . قلبه حماد بن عمرو - أحد المتروكين - فجعله عن الأعمش ، وإنما هو معروف بسهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة . هكذا رواه مسلم في صحيحه من رواية شعبة ، والثوري ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، كلهم عن سهيل . قال أبو جعفر العقيلي : لا يحفظ هذا من حديث الأعمش ، إنما هذا حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه . ولهذا كره أهل الحديث تتبع الغرائب ، فإنه قلما يصح منها ، كما سيأتي في بابه .




الخدمات العلمية