الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

24 . ولم يعماه ولكن قلما عند ابن الأخرم منه قد فاتهما      25 . ورد لكن قال يحيى البر
لم يفت الخمسة إلا النزر

التالي السابق


أي : لم يعم البخاري ومسلم كل الصحيح ، يريد : لم يستوعباه في كتابيهما ، ولم يلتزما ذلك . وإلزام الدارقطني ، وغيره إياهما بأحاديث ليس بلازم . قال الحاكم في خطبة المستدرك : "ولم يحكما ولا واحد منهما أنه لم يصح من الحديث غير ما خرجه" . انتهى .

[ ص: 116 ] قال البخاري : "ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح ، وتركت من الصحاح لحال الطول" . وقال مسلم : "ليس كل صحيح وضعته هنا إنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه" . يريد : ما وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه وإن لم يظهر اجتماعها في بعضها عند بعضهم . قاله ابن الصلاح .

وقوله : ( ولكن قلما عند ابن الأخرم منه ) ، أي : من الصحيح . يريد أن الحافظ أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم شيخ الحاكم ذكر كلاما معناه : قلما يفوت البخاري ومسلما مما يثبت من الحديث . قال ابن الصلاح : "يعني : في كتابيهما" . ويحيى هو الشيخ محيي الدين النووي ، فقال في التقريب والتيسير : "والصواب أنه لم يفت الأصول الخمسة إلا اليسير ، أعني الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي " .




الخدمات العلمية