الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التصحيف


772 . والعسكري والدارقطني صنفا فيما له بعض الرواة صحفا      773 . في المتن كالصولي "ستا" غير
"شيئا" ، أو الإسناد كابن الندر      774 . صحف فيه الطبري قالا :
"بذر" بالباء ونقط ذالا

[ ص: 102 ]

التالي السابق


[ ص: 102 ] معرفة التصحيف فن مهم ، وقد صنف فيه أبو الحسن الدارقطني ، وصنف فيه أبو أحمد العسكري كتابه المشهور في ذلك ، وذكر العسكري من الزوائد على ابن الصلاح بغير تمييز .

ثم التصحيف ينقسم إلى تصحيف في متن الحديث ، وإلى تصحيف في الإسناد . وينقسم أيضا إلى تصحيف البصر -وهو الأكثر- وإلى تصحيف السمع -كما سيأتي- . وينقسم أيضا إلى تصحيف اللفظ - وهو الأكثر - وإلى تصحيف المعنى - كما سيأتي - . فمثال التصحيف في المتن ما ذكره الدارقطني : أن أبا بكر الصولي أملى في الجامع حديث أبي أيوب مرفوعا : "من صام رمضان ، وأتبعه ستا من شوال ، . . . " . فقال فيه : شيئا - بالشين المعجمة ، والياء آخر الحروف - . وكقول هشام بن عروة في حديث أبي ذر : "تعين ضايعا" - بالضاد المعجمة والياء آخر الحروف - . والصواب- [ ص: 103 ] بالمهملة والنون - . وكقول وكيع في حديث معاوية : " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يشققون الحطب" بفتح الحاء المهملة - وإنما هو بضم المعجمة - . وحكي : أن ابن شاهين صحفه كذلك . وكقول أبي موسى محمد بن المثنى في حديث : "أو شاة تنعر - بالنون - وإنما هو بالياء آخر الحروف . وكقول أبي بكر الإسماعيلي في حديث عائشة : "قر الزجاجة" بالزاي ، وإنما هو بالدال المهملة المفتوحة [ ص: 104 ] .

ومثال التصحيف في الإسناد ما ذكره الدارقطني : أن محمد بن جرير الطبري قال فيمن روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني سليم ، ومنهم : عتبة بن البذر ، قاله : بالموحدة والذال المعجمة ، وإنما هو بالنون المضمومة ، وفتح الدال المهملة المشددة . وكقول يحيى بن معين : العوام بن مزاحم - بالزاي والحاء المهملة - وإنما هو بالراء والجيم .




الخدمات العلمية