الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

62 . والحسن : المشهور بالعداله والصدق راويه ، إذا أتى له      63 . طرق أخرى نحوها من الطرق
صححته كمتن (لولا أن أشق)      64 . إذ تابعوا (محمد بن عمرو)
عليه فارتقى الصحيح يجري

[ ص: 160 ]

التالي السابق


[ ص: 160 ] قوله: ( المشهور ) ، صفة للحسن ، لا خبر له والشرط وجوابه في موضع الخبر ، أي والحسن الذي راويه مشهور بالصدق والعدالة ، إذا أتت له طرق أخرى حكمت بصحته ، كحديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .

قال ابن الصلاح محمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته . فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه روي من أوجه أخر ، زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه وانجبر به ذلك النقص اليسير ، فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح وقد أخذ ابن الصلاح كلامه هذا من الترمذي فإنه قال بعد أن أخرجه من هذا الوجه: حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عندي صحيح. ثم قال: وحديث أبي هريرة إنما صح; لأنه قد روي من غير وجه [ ص: 161 ] وقوله: ( إذ تابعوا محمد بن عمرو ) ذكره بعد قوله: ( كمتن لولا أن أشق) ليعلم أن التمثيل ليس لمطلق هذا الحديث ، ولكن بقيد كونه من رواية محمد بن عمرو ولست أريد بالمتابعة كونه رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة غير محمد بن عمرو ; ولكن متابعة شيخه أبي سلمة عليه عن أبي هريرة فقد تابع أبا سلمة عليه عن أبي هريرة ، عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وسعيد المقبري ، وأبوه أبو سعيد ، وعطاء مولى أم صبية ، وحميد بن عبد الرحمن ، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ، وهو متفق عليه من طريق الأعرج . والمتابعة قد يراد بها متابعة الشيخ ، وقد يراد بها متابعة شيخ الشيخ ، كما سيأتي الكلام عليه في فصل المتابعات والشواهد .






الخدمات العلمية