الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 350 ] 2 - باب التكليف

                                                                                                                          ذكر الإخبار عن نفي تكليف الله عباده ما لا يطيقون .

                                                                                                                          139 - أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا روح بن القاسم ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية : لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فجثوا على الركب وقالوا : لا نطيق ، لا نستطيع ، كلفنا من العمل ما لا نطيق ولا نستطيع ، فأنزل الله : آمن الرسول بما أنـزل إليه من ربه والمؤمنون إلى قوله : غفرانك ربنا وإليك المصير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم : سمعنا وعصينا ، بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فأنزل الله : [ ص: 351 ] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، قال : نعم ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال : نعم ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال : نعم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية