الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 449 ] ذكر إسقاط الحرج عن آكل ما وصفنا نيئا مع شهوده الجماعة إذا كان معذورا من علة يداوى بها

                                                                                                                          2095 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة ، قال : أكلت ثوما ، ثم أتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة ، فلما قمت أقضي وجد ريح الثوم ، فقال : من أكل من هذه البقلة ، فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها .

                                                                                                                          قال المغيرة : فلما قضيت الصلاة أتيته ، فقلت : يا رسول الله ، إن لي عذرا ، فناولني يدك ، فناولني فوجدته والله سهلا [ ص: 450 ] فأدخلتها في كمي إلى صدري فوجده معصوبا ، فقال : إن لك عذرا
                                                                                                                          .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذه الأشياء التي وصفناها هي العذر الذي في خبر ابن عباس الذي لا حرج على من به حالة منها في تخلفه عن أداء فرضه جماعة ، وعليه إثم ترك إتيان الجماعة ؛ لأنهما فرضان اثنان : الجماعة ، وأداء الفرض ، فمن أدى الفرض وهو يسمع النداء ، فقد سقط عنه فرض أداء الصلاة ، وعليه إثم ترك إتيان الجماعة ، وقوله صلى الله عليه [ ص: 451 ] وسلم : من سمع النداء ، فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر أراد به : فلا صلاة له من غير إثم يرتكبه في تخلفه عن إتيان الجماعة إذا كان القصد فيه ارتكاب النهي ، لا أن صلاته غير مجزئة ، وإن لم يكن بمعذور إذا لم يجب داعي الله ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : من لغا فلا جمعة له ، يريد به : فلا جمعة له من غير إثم يرتكبه بلغوه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية