الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن نسخ الكلام في الصلاة كان ذلك بالمدينة لا بمكة

                                                                                                                          2245 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم ، قال : كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة في حاجته ، حتى نزلت هذه الآية : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين [ ص: 18 ] فأمرنا حينئذ بالسكوت .

                                                                                                                          [ ص: 19 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذه اللفظة عن زيد بن أرقم : كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة ، قد توهم عالما من الناس أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة ، لأن زيد بن أرقم من الأنصار ، وليس كذلك ، لأن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع ابن مسعود وأصحابه من أرض الحبشة .

                                                                                                                          [ ص: 20 ] ولخبر زيد بن أرقم معنيان :

                                                                                                                          أحدهما : أنه المحتمل أن زيد بن أرقم حكى إسلام الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة حيث كان مصعب بن [ ص: 21 ] عمير يعلمهم القرآن وأحكام الدين ، وحينئذ كان الكلام مباحا في الصلاة بمكة والمدينة ، سواء ، فكان بالمدينة من أسلم من الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم عليهم يكلم أحدهم صاحبه في الصلاة قبل نسخ الكلام فيها ، فحكى زيد بن أرقم صلاتهم في تلك الأيام ، لا أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة .

                                                                                                                          والمعنى الثاني : أنه أراد بهذه اللفظة الأنصار وغيرهم الذين كانوا يفعلون ذلك قبل نسخ الكلام في الصلاة على ما يقول القائل في لغته ، فقلنا : كذا يريد به بعض القوم الذين فعلوا لا الكل .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية