الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 14 ] ذكر البيان بأن الله جل وعلا

                                                                                                                          جعل الأموال حلوة خضرة لأولاد آدم

                                                                                                                          3220 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب ، أن عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، حدثاه أن حكيم بن حزام ، قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني ، ثم سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألت فأعطاني ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا حكيم بن حزام ، إن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى " قال حكيم : فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا .

                                                                                                                          قال عروة ، وسعيد : فكان أبو بكر يدعو حكيما فيعطيه العطاء فيأبى ، ثم كان عمر بن الخطاب يعطيه فيأبى ، فيقول عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم بن حزام أني أعرض عليه حقه الذي قسم له من هذا الفيء فيأبى يأخذه ، قال : فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي .


                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية