الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 252 ] ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

                                                                                                                          3474 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا منصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت خبيب ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا ، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا ، فإن كانت الواحدة منا ليبقى عليها الشيء من سحورها ، فتقول لبلال : أمهل حتى أفرغ من سحوري .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذان خبران قد يوهمان من لم يحكم صناعة العلم أنهما متضادان وليس كذلك ، لأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان جعل الليل بين بلال ، وبين ابن أم مكتوم نوبا ، فكان بلال يؤذن بالليل ليالي معلومة لينبه النائم ويرجع [ ص: 253 ] القائم ، لا لصلاة الفجر ، ويؤذن ابن أم مكتوم في تلك الليالي بعد انفجار الصبح لصلاة الغداة ، فإذا جاءت نوبة ابن أم مكتوم كان يؤذن بالليل ليالي معلومة كما وصفنا قبل ، ويؤذن بلال في تلك الليالي بعد انفجار الصبح لصلاة الغداة ، من غير أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية