الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر العلة التي من أجلها زجر عن الصور في البيوت

                                                                                                                          5845 - أخبرنا الحسين بن إدريس ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر ، عن مالك ، عن نافع ، عن القاسم بن محمد ، [ ص: 156 ] عن عائشة ، أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الباب فلم يدخل ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقالت : يا رسول الله ، أتوب إلى الله ، وإلى رسوله ، فماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فما بال هذه النمرقة ؟ فقالت : اشتريتها لك ، تقعد عليها وتوسدها ، فقال : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، فيقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، ثم قال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة " .

                                                                                                                          قال أبو حاتم : يشبه أن يكون هذا البيت الذي يوحى فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، إذ محال أن يكون رجل في بيت وفيه صورة من غير أن يكون حافظاه معه ، وهما من الملائكة ، وكذلك معنى قوله : [ ص: 157 ] " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس ، يريد به رفقة فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إذ محال أن يخرج الحاج والعمار من أقاصي المدن والأقطار يؤمون البيت العتيق على نعم وعيس بأجراس وكلاب ، ثم لا تصحبها الملائكة وهم وفد الله .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية