الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 180 ] ذكر إباحة القول إذا لم يكن بغزل في أيام العيد وكذلك اللعب في المسجد

                                                                                                                          5871 - أخبرنا ابن قتيبة ، حدثنا يزيد بن موهب ، حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن أبا بكر ، دخل عليها في أيام عيد وعندها جاريتان تغنيان ، وتدففان ، وتضربان ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متغش بثوبه ، فانتهرهما أبو بكر ، فكشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه ، وقال : دعهن يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد ، وتلك أيام منى ، قالت عائشة : ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد وأنا جارية .

                                                                                                                          قال أبو حاتم : فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، أمليناها بفصولها ، وقد بقي في هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام ، كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلنا الكتاب عليه ، وإنما نملي بعد هذا القسم القسم الخامس من أقسام السنن [ ص: 181 ] التي هي أفعال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بفصولها وأنواعها ، إن الله قضى ذلك وشاءه ، جعلنا الله ممن هدي لسبيل الرشاد ، ووفق لسلوك السداد ، وشمر في جمع السنن والأخبار ، وتفقه في صحيح الآثار ، وآثر ما يقرب إلى الباري جل وعلا من الأعمال على ما يباعد منه في الأصول ، إنه خير مسئول .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية