الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر البيان بأن تحريم الله جل وعلا أموال المسلمين ودماءهم وأعراضهم كان ذلك في حجة الوداع قبل أن يقبض الله جل وعلا رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنته بثلاثة أشهر ويومين

                                                                                                                          5974 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان ، حدثنا عبد الله بن [ ص: 313 ] هانئ ، حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، حدثنا أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن ابن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ثم قال : " أي شهر هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : " أليس ذا الحجة ؟ " قلنا : نعم ، قال : أي بلد هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : " أليس ذا البلدة ؟ " قلنا : نعم ، قال : " أي يوم هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : " أليس يوم النحر؟ " قلنا : بلى ، قال : فإن دماءكم ، وأموالكم - قال محمد : وأحسبه قال : وأعراضكم - ، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، وستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه " قال : فكان محمد إذا ذكره يقول : صدق الله ورسوله ، قد كان ذاك ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - : " ألا هل بلغت ، [ ص: 314 ] ألا هل بلغت ؟ .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية