الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها

                                                                                                                          856 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال : حدثنا محمد بن عبد ربه قال : حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس ، يمشون في الطرق ، [ ص: 138 ] يلتمسون الذكر ، فإذا رأوا أقواما يذكرون الله تبارك وتعالى ، تنادوا : هلموا إلى حاجاتكم ، فيحفون بأجنحتهم إلى السماء ، فيسألهم ربهم جل وعلا ، وهو أعلم بهم ، فيقول : عبادي ما يقولون ؟ فيقولون : يا رب ، يسبحونك ويحمدونك ، فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا ، فيقول : كيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك ، لكانوا أشد تسبيحا وتمجيدا وتكبيرا وتحميدا ، فيقول : ماذا يسألون ؟ فيقولون : يسألونك يا رب الجنة ، فيقول لهم : هل رأوها ؟ فيقولون : لا ، فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو قد رأوها كانوا أشد طلبا وأشد حرصا ، فيقول : فمم يتعوذون ؟ فيقولون : يتعوذون بك من النار ، فيقول : فهل رأوها ؟ فيقولون : لا ، فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو قد رأوها كانوا أشد تعوذا ، فيقول : فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية