الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 209 ] ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات

                                                                                                                          929 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد عن شعبة عن عمرو بن مرة ، أخبرني ، قال : سمعت أبا بردة يقول : سمعت رجلا من جهينة يقال له : الأغر ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يحدث ابن عمر ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : يا أيها الناس ، توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه وسلم : توبوا إلى ربكم يريد به : استغفروا ربكم . وكذلك قوله : فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة ، وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقصيره في الطاعات التي وظفها على نفسه ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان من أخلاقه إذا [ ص: 210 ] عمل خيرا أن يثبته فيدوم عليه ، فربما اشتغل في بعض الأوقات عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر ، مثل اشتغاله بوفد بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر ، فلما صلى العصر أعادهما ، فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم للتقصير في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية