الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

260 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أبي نصر بن أبي حنيفة [ ص: 221 ] الحريمي - بالحريم - أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، أبنا الوليد - يعني ابن عبد الله بن جميع ، عن أبي الطفيل قال : لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوده حذيفة ويسوقه عمار ، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل ، غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة : ( قد قد ) حتى هبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل ورجع عمار ، فقال : ( يا عمار ، هل عرفت القوم ؟ ) فقال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون ، قال : ( هل تدري ما أرادوا ؟ ) قال : الله ورسوله أعلم ، قال : ( أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه ) قال : فساب عمار رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة ، فقال : أربعة عشر ، فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر ، فعذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم ثلاثة ، قالوا : والله ما سمعنا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما علمنا ما أراد القوم ، فقال عمار : أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .

قال الوليد : وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للناس وذكر له أن في الماء قلة ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا فنادى أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فورده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد رهطا قد وردوه قبله ، فلعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ
.

التالي السابق


الخدمات العلمية