الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

137 - أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن صاعد الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي قال : سمعت محمد بن أبي يعقوب [ ص: 162 ] يحدث عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر ، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة ، فلقوا العدو فأخذ الراية زيد ، فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية جعفر ، فقاتل حتى قتل ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى الناس وحمد الله وأثنى عليه ، وقال : إن إخوانكم لقوا العدو ، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل - أو : استشهد - ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل - أو : استشهد - ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل - أو : استشهد - ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ، ثم أتاهم فقال : لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، ادعوا إلي ابني أخي ، قال : فجيء بنا كأنا أفرخ ، فقال : ادعوا لي الحلاق ، فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا ، قال : أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب ، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي ، ثم أخذ بيدي فأشالها فقال : اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرار ، قال : فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا ، وجعلت تفرخ له ، فقال : العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟

قوله : تفرخ له ، قيل : أفرخه ؛ أي : غمه وأزال عنه الفرخ ، ويروى بالجيم .

قال ابن الأعرابي : المفرج الذي لا عشيرة له .

التالي السابق


الخدمات العلمية