الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

381 - أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب بدار القز من بغداد أن أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي أخبرهم ( ح ) .

[ ص: 514 ] 382 - وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو البركات داود بن أحمد بن محمد البغداديان - بظاهر دمشق - أن أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي أخبرهم قالا : أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح الأزدي ، ثنا الزبير بن بكار قال : حدثني أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري ، عن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده ، عن عروة بن الزبير قال : حدثني عمرو بن عثمان بن عفان ، عن أبيه عثمان بن عفان قال : أكثر ما نالت قريش من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته يوما ، قال عمرو : فرأيت عيني عثمان ذرفتا من تذكر ذلك - قال عثمان بن عفان : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت ، ويده في يد أبي بكر ، وفي الحجر ثلاثة نفر جلوس ، عقبة بن أبي معيط ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدنوت منه حتى وسطته ، فكان بيني وبين أبي بكر ، وأدخل أصابعه في أصابعي ، حتى طفنا جميعا ، فلما حاذاهم ، قال أبو جهل : والله لا نصالحك ما بل بحر صوفة ، وأنت تنهانا أن نعبد ما كان يعبد آباؤنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنا ذلك ، ثم مضى عنهم فصنعوا به في الشوط الثالث مثل ذلك حتى إذا كان الشوط الرابع ناهضوه ، ووثب أبو جهل يريد [ ص: 515 ] أن يأخذ بمجمع ثوبه ، فدفعت في صدره ، فوقع على استه ، ودفع أبو بكر أمية بن خلف ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقبة بن أبي معيط ، ثم انفرجوا ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف ، ثم قال لهم : أما والله لا تنتهون حتى يحل بكم عذابه عاجلا . قال عثمان : فوالله ما منهم رجل إلا وقد أخذه إفكه وهو يرتعد فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : بئس القوم أنتم لنبيكم ، ثم انصرف إلى بيته وتبعناه خلفه حتى انتهى إلى باب بيته ، ووقف على السدة ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال أبشروا ، فإن الله - عز وجل - مظهر دينه ومتم كلمته وناصر نبيه ، إن هؤلاء الذين ترون مما يذبح الله بأيديكم عاجلا ، ثم انصرفنا إلى بيوتنا ، فوالله لقد رأيتهم قد ذبحهم الله بأيدينا .

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزبير ، عن عمرو بن عثمان بن عفان ، عن أبيه ، تفرد به عبد الله بن عروة عن أبيه ، ولم يروه عنه غير ابنه سلمة ، تفرد به عنه ابنه عبد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية