الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

79 - أخبرنا أبو طاهر المبارك ابن أبي المعالي الحريمي وأبو أحمد عبد الله بن أحمد الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا سريج ويونس ، قالا : ثنا حماد - يعني ابن سلمة - ( ح ) .

80 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد - بأصبهان - وفاطمة بنت سعد [ ص: 87 ] الخير - بالقاهرة - أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أبنا محمد [ أبنا سليمان ] بن أحمد الطبراني ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن المنهال ، ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل ، قال : قلت لابن عباس : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمل بالبيت وأن ذلك سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا ، قلت : وما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ رمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكذبوا ؛ ليس سنة ، إن قريشا قالت زمن الحديبية : دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا على أن يقدموا من العام المقبل يقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركون من قبل قعيقعان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : ارملوا بالبيت ثلاثا وليس بسنة ، قلت : ويزعم قومك أنه طاف بالصفا والمروة على بعير وأن ذلك سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا ، فقلت : ما صدقوا وكذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ قد طاف بين الصفا والمروة على بعير ، وكذبوا ليست بسنة ، كان الناس لا يدفعون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصرفون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه ولا تناله أيديهم .

قلت : ويزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا ؛ إن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ، ثم ذهب به جبريل - صلى الله عليه وسلم - إلى جمرة العقبة فعرض له شيطان - يعني ، قال يونس : الشيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، حتى عرض عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ، قال : قد تله للجبين - قال يونس : وثم تله للجبين - وعلى إسماعيل قميص أبيض ، وقال : يا أبة ، إنه ليس لي ثوب تكفني فيه غيره ، [ ص: 88 ] فاخلعه حتى تكفني فيه ؟ فعالجه ليخلعه ، فنودي من خلفه : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين ، قال ابن عباس : لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش ، قال : ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى الجمرة القصوى ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى منى ، قال : هذا منى - قال يونس : - هذا مناخ الناس ، ثم أتى به جمعا ، فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم ذهب به إلى عرفة ، فقال ابن عباس : هل تدري لم سميت عرفة ؟ قلت : لا ، قال : إن جبريل - صلى الله عليه وسلم - قال لإبراهيم - عليه السلام - عرفت ؟ عرفت ؟ - قال يونس : هل عرفت ؟ - قال : نعم ، قال ابن عباس : ثم سميت عرفة .

ثم قال : هل تدري كيف كانت التلبية ؟ قلت : وكيف كانت ؟ قال : إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن الناس بالحج خفضت له الجبال رؤوسها ، ورفعت له القرى ، فأذن في الناس بالحج
.

هذا لفظ حديث الإمام أحمد .

وقال أيضا : ثنا مؤمل ، ثنا حماد ، ثنا أبو عاصم الغنوي قال : سمعت أبا الطفيل ، فذكره ، إلا أنه قال : لا تناله أيديهم ، وقال : وثم تل إبراهيم إسماعيل للجبين .

[ ص: 89 ] سقط من نسخة سماعنا : قال يونس : الشيطان ، حسن .

وفي رواية علي بن عبد العزيز قد رمل بالبيت - وعنده : ما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ أنه قد رمل ، وكذبوا ؛ ليست بسنة ، أن قريشا قالت : دعوا محمدا وأصحابه زمن الحديبية حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العام المقبل والمشركون من قبل قعيقعان . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : ارملوا بالبيت ، وليست سنة .

قلت : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بين الصفا والمروة على بعير ، وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قال : قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ قد طاف على بعير ، وكذبوا ؛ ليست سنة ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدفع عنه الناس ، ولا يضربون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه .

قلت : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا ؛ إن إبراهيم - عليه السلام - لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى ، فسابقه فسبقه إبراهيم - عليه السلام - ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، حتى عرض عند الجمرة الوسطى ، فرماه بسبع حصيات ، حتى ذهب ، ثم تله وعلى إسماعيل قميص أبيض ، فقال له : يا أبة ، إنه ليس قميص تكفني فيه غير هذا ، فاخلعه عني فكفني فيه ، والتفت إبراهيم - عليه السلام - فإذا هو بكبش أعين أبيض أقرن فذبحه ، ثم ذهب به جبريل ، وفيه قال : إن جبريل - عليه السلام - قال : هل [ ص: 90 ] عرفت ؟ قال : نعم ، ثم قال ابن عباس : هل تدري كيف كانت التلبية ؟ وآخره فأذن بالناس ، والباقي مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية