الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1472 (5) أبواب صلاة العيدين

                                                                                              (1) باب

                                                                                              الخروج إلى المصلى في العيدين ، وخروج النساء

                                                                                              [ 751 م 2 ] - عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى ، فيبدأ بالصلاة ، فإذا صلى صلاته وسلم ، قام فأقبل على الناس ، وهم جلوس في مصلاهم ، فإن كان لهم حاجة ببعث ذكره للناس ، أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها . وكان يقول : تصدقوا ، تصدقوا ، تصدقوا ، وكان أكثر من يتصدق النساء ، ثم ينصرف . فلم يزل كذلك ، حتى كان مروان بن الحكم ، فخرجت مخاصرا مروان ، حتى أتينا المصلى ، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن ، فإذا مروان ينازعني يده ، كأنه يجرني نحو المنبر ، وأنا أجره نحو الصلاة ، فلما رأيت ذلك منه . قلت : أين الابتداء بالصلاة ؟ فقال : لا ، يا أبا سعيد ! قد ترك ما تعلم . قلت : كلا ، والذي نفسي بيده ! لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاث مرار - ثم انصرف .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 36 و 42)، والبخاري (304)، ومسلم (889)، والنسائي (3 \ 187)، وابن ماجه (1288) .

                                                                                              [ ص: 523 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 523 ] (5)

                                                                                              ومن أبواب العيدين

                                                                                              سمي العيد عيدا ; لعوده وتكرره في كل سنة ، وقيل : لعوده بالفرح والسرور ، وقيل : سمي بذلك على جهة التفاؤل ; لأنه يعود على من أدركه . واختلف في حكم صلاة العيدين ، فالجمهور على أنها سنة ، وعن أبي حنيفة : أنها واجبة . وقال الأصمعي : إنها فرض .

                                                                                              [ ص: 524 ] وقوله : مخاصرا مروان ; أي : محاذيا له ، وأصله من الخصر ، وكأنه حاذى خاصرته .

                                                                                              وقوله : ينازعني يده ; أي : يجاذبني ، وكلا بمعنى : لا ; كما قال الشاعر :

                                                                                              فقالوا قد بكيت فقلت كلا



                                                                                              أي : لا . وقد تقدم ذكر أول من قدم الخطبة على الصلاة في الإيمان .




                                                                                              الخدمات العلمية